تنبيهات على «الحزب الأعظم والورد الأفخم» للشيخ الملا علي القاري
25/06/1437هـ.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان
على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد، فقد اطلعت على رسالة مطبوعة من الحجم الصغير بلغ
عدد صفحاتها ثلاثين ومائة صفحة، كتب عليها: الحزب الأعظم، للملَّا علي القاري
المتوفى سنة 1014هـ، راجعه الدكتور عبدالعزيز بن عبدالفتاح القارئ، الطبعة
السادسة، وقف لله تعالى، المدينة المنورة، وهي خالية من التعليق عليها ومن ذكر
تاريخ طباعتها، وقد جاء في أول هذه الطبعة ترجمة لصاحب الحزب كتبها الدكتور
عبدالعزيز بن عبدالفتاح القارئ في 1/1/1430هـ قال فيها: « وحزبه هذا من أحسن كتب
الأوراد والأذكار، ومن تعلَّق قلبه بالذِّكر، وذاق حلاوته، فسيأنس به كثيراً. وقد
قابلتُ هذه النُّسخة بنسخةٍ صحَّحها سماحة الشَّيخ عبد العزيز بن باز (رحمه الله)
وطبعت في (كراتشي) بباكستان عام (1395ﻫــ). وعليها ترجمة باللّغة الأوزبكيَّة
حرَّرها الشَّيخ السَيِّد محمود بن نذير الطرازي، فاكتفيتُ بتحرير النَّصّ
العربّي، وليعلم أن تقسيم هذا الحزب على أيام الأسبوع هو في أكثر النسخ الخطية
التي جمعناها، وفي نسخة قسم فيها إلى سبعة منازل ولم يسم فيها أيام الأسبوع، وعلى
هذا أو ذاك لا ينبغي الاعتقاد أن هذا التقسيم سنة، إذ لم يرد فيه شيء، إنما فعل
للتيسير على قارئ الحزب، فإنه لا يتيسر لكل أحد قراءته كله كل يوم، ولا يقال في
مثل هذا: إنه بدعة؛ لأنه من المصالح المرسلة».
وقد رأيت كتابة هذه الكلمة للتنبيه على بعض الأمور فيما كتبه
الدكتور عبدالعزيز القارئ وصاحب الرسالة الشيخ الملا علي القاري وذلك فيما يلي:
الأول: ذكر الشيخ عبدالعزيز القارئ أنه قابل هذه النسخة
بنسخة صححها سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله وطبعت في كراتشي بباكستان عام
1395هـ، أقول: لم أقف على النسخة المشار إليها ولم أفهم المراد من هذا التصحيح،
وهذا الحزب مشتمل على أمور تحتاج إلى التنبيه عليها ولن يمر عليها الشيخ عبدالعزيز
بن باز رحمه الله دون أن ينبه عليها، فكان ينبغي تحديد ما عمله الشيخ على الرسالة
لا أن يكون بمثل هذه العبارة المطلقة الموهمة.
الثاني: ما ذكره من تهوين أمر تقسيم الحزب على أيام الأسبوع
لا وجه له لأن هذا الحزب مشتمل على أدعية من أدعية الصباح والمساء التي يشرع
الإتيان بها في كل يوم وليلة، ومن أمثلة ذلك ما جاء في أول ورد يوم الأحد: «سيد
الاستغفار، اللَّهُمَّ أنتَ رَبِّي لا إلهَ إلاَّ أنتَ خَلَقْتَنِي وأنَّا
عَبْدُكَ وأنَّا عَلَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطعتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما
صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنعْمَتِكَ عليَّ وأبُوءُ بِذَنبي فاغْفِرْ لي فإنَّهُ لا
يغفِرُ الذُّنوبَ إلا أنتَ» فإن هذا الدعاء بناء على هذا التقسيم يؤتى به في يوم
الأحد، والمشروع أن يؤتى به في كل يوم وليلة والحديث المشتمل على هذا الدعاء أخرجه
البخاري في صحيحه (6306) وجاء في آخره: «ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من
يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن
يصبح فهو من أهل الجنة»، ثم إن الشيخ علي القاري سمى رسالته هذه «الحزب الأعظم
والورد الأفخم»، وهما بمعنى واحد، قال في القاموس: «الحزب بالكسر: الورد»، وهذه
التسمية تناسب ما يتكرر من الذكر والدعاء ولا تناسب الأدعية العامة التي تسمى بمثل
كتاب الأذكار للنووي، يوضح ذلك ما رواه مسلم (1745) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما
بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل»، وما رواه أحمد في مسنده
(220) بسند حسن عن عمر ولفظه: «من فاته شيء من ورده أو قال: من حزبه فقرأه ما بين
صلاة الفجر إلى الظهر فكأنما قرأه من ليلته».
الثالث: قال صاحب الحزب الشيخ علي القاري رحمه الله ص(7): «فَخَطَر
ببالي أنْ أجْمَعَ الدَّعَواتِ المأثُورَةَ في الأحاديثِ المَنثُورةِ مِنَ
الكُتُبِ المُعْتَبرةِ المَشْهُورةِ، كالأذكَارِ للنَّوويِّ، والحِصنِ
للجَزَرِيِّ، والكَلِمِ الطَّيِّبِ، والجَامِعَيْن، والدُّرِّ للسُّيُوطيِّ،
والقولِ البديعِ للسَّخَاويِّ (رحمهُمُ الله تَعالى) مُقدِّماً للدَّعَواتِ
القُرْآنيةِ، وخَاتِماً بكيفيَّاتِ الصَّلواتِ المُحَمَّديَّةِ المُصْطَفَويَّةِ
النُّورَانيَّةِ»، أقول كان ينبغي الاقتصار على ما صح من الأحاديث في هذه الكتب،
وقد أورد الشيخ الألباني رحمه الله الأحاديث الصحيحة في أدعية الجامع الصغير
للسيوطي ضمن كتابه «صحيح الجامع الصغير وزيادته»، وله أيضا كتاب: «صحيح الكلم
الطيب» لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
الرابع: قال رحمه الله ص(8): « وسَمَّيتُهُ: الحِزْبَ
الأعْظَمَ، والوِرْدَ الأفخَمَ، لانتِسَابِهِ واستناده إلى الرَّسولِ الأكرمِ صلى
الله عليه وسلم وشَرَّفَ وكَرَّم»، أقول: وقد اشتمل هذا الحزب على أدعية صحيحة
ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأدعية غير ثابتة عن النبي صلى الله عليه
وسلم، وكان ينبغي أن يقتصر على ما كان صحيحا أو حسنا ففيه غنية وكفاية عما لم
يثبت، ومن المناسب أن يقوم بعض الباحثين بالعناية بهذا الحزب وبيان ما يكون فيه من
ملاحظات وتخريج أحاديثه وبيان الثابت والضعيف منها، أو اختصاره والاقتصار على الأدعية
الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الخامس: قال رحمه الله ص(9): « فَإنْ قَدَرْتَ علَى قِرَاءَتِهَا
كل يوم فبها ونعمت وإلا ففي كل جُمعَةٍ، وإلاِّ فَفِي كُلِّ شَهْرٍ، وإلاَّ فَفِي
كُلِّ سَنَةٍ، وإلاَّ فَفِي العُمْرِ مَرَّةً أيضاً غَنيمَةٌ» أقول: هذا فيه تهوين
لقراءة هذه الأدعية وأنه يكتفى بقراءتها في العمر مرة واحدة إذا لم يتيسر أكثر من
ذلك، والذي ينبغي أن يحرص عليه في الأدعية والأذكار معرفة المسلم بأدعية الصباح
والمساء وعند النوم ودخول المنزل والخروج منه وغيرها من الأدعية والأذكار التي
يؤتى بها باستمرار في المناسبات الخاصة وغيرها، ومن أمثلة ما ألف فيها باختصار «تحفة
الأخيار ببيان جملة نافعة مما ورد في الكتاب والسنة من الأدعية والأذكار» لشيخنا
الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله.
السادس قال رحمه الله ص(9): «وإذَا أرَدْتَ قِرَاءَتَهُ فِي
عَرَفاتٍ فَزدْ فيهِ: لا إلَهَ إلاَّ الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لهُ، لهُ المُلْكُ
ولَهُ الحَمْدُ وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ مِئَةَ مَرَّةِ، وسُورَةَ
الإخْلاَصِ مئَةَ مَرَّةٍ، وسُبْحانَ الله والحَمْدُ لله ولا إلهَ إلاَّ الله
والله أكْبَرُ مِئَةَ مَرَّةٍ، والاستغفار مِئَةَ مَرَّةٍ، والصِّلاةَ على
النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم مِئَةَ مَرَّةٍ»، أقول: الأصل أن التقيد بالذكر بعدد
معلوم كمائة مرة أو غير ذلك من الأعداد يتوقف على ثبوته في السنة الصحيحة، ومن ذلك
ما رواه البخاري (3293) ومسلم (6842) واللفظ له عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: « مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا
شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ،
وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ
لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ، يَوْمَهُ ذَلِكَ، حَتَّى يُمْسِيَ وَلَمْ يَأْتِ
أَحَدٌ أَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ،
وَمَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ
وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ»، وروى مسلم (6843) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ
قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، مِائَةَ
مَرَّةٍ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ،
إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ»، وقد أوردتُ في كتاب
«تبصير الناسك بأحكام المناسك على ضوء الكتاب والسنة والمأثور عن الصحابة» الذي
طبع للمرة الأولى في عام 1428هـ جملة كبيرة من الأدعية والأذكار في الكتاب العزيز
والسنة الصحيحة يُدعى بها في عرفة وغيرها.
السابع: وهذه نماذج مما ورد في هذا الحزب من أدعية في القرآن
ما كان ينبغي ذكرها فيه:
1- جاء في (ص13): «رَبَّنَا أنزِلْ عَلَيْنَا مِائدةً مِنَ
السَّماء تكُونُ لنَا عِيداً لأوَّلِنَا وآخِرِنَا، وآيةً مِنْكَ، وارْزُقْنا
وأنتَ خَيرُ الرَّّازِقينَ»، وهذا الدعاء خاص بمن دعا به أول مرة وهو عيسى عليه
الصلاة والسلام فلا يدعو به غيره، ويتضح فساد دعاء غير عيسى به بما قبل هذا الدعاء
وبعده من الآيات قال الله عز وجل: { إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ
يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ
اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (112) قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ
مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ
عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113) قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ
رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا
لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ
الرَّازِقِينَ (114) قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ
يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا
مِنَ الْعَالَمِينَ}.
وهو نظير دعاء سليمان عليه الصلاة والسلام: «رَبِّ اغْفِرْ
لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ
الْوَهَّابُ» فلا يدعو به أحد غيره، والدعاء بهاتين الدعوتين من الاعتداء في
الدعاء.
2- جاء في (ص13): «رَبِّ اغْفِرْ لي ولأخِي وأدْخِلْنَا في
رَحْمَتكَ وأنتَ أرْحَمُ الرَّاِحمينَ» وهذا الدعاء من موسى عليه الصلاة والسلام
له ولأخيه هارون عليه الصلاة والسلام فلا يصلح الدعاء به لكل أحد.
3- جاء في (ص14): «إنِّي مَسَّنِي الضُّرُّ وأنتَ أرْحَمُ
الرَّاحِمينَ» دعا به أيوب عليه الصلاة والسلام لما أصابه المرض ولا يصلح أن يدعو
به من كان سليما من الضر والمرض، بل يحمد الله على العافية.
الثامن: وهذه نماذج مما فيه من الأدعية التي لم تثبت عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم:
1- جاء في (ص68): «اللهم إنك لست بإله استحدثناه، ولا برب
يبيد ذكره ابتدعناه ...»، وهذا حديث موضوع مكذوب على رسول الله صلى الله عليه
وسلم، وقد أورده الشيخ الألباني رحمه الله في «سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة»
(1153) وذكر من وضعه وكلام أهل العلم فيه.
2- وفي (ص72): «اللهم إني أعوذ بك من شر الأعميين: السيل
والبعير الصؤول»، وهو ضعيف، انظر «السلسلة الضعيفة» للألباني (2914).
3- وفي (ص74): «اللهم ارزقني عينين هطالتين تسقيان القلب
بذرف الدموع من خشيتك، قبل أن تكون الدموع دما والأضراس جمرا»، وهو ضعيف؛ انظر «السلسلة
الضعيفة» للألباني (2905).
4- وفي (ص70): «اللهم واقية كواقية الوليد»، وهو ضعيف؛ انظر «السلسلة
الضعيفة» للألباني (686).
5- وفي (ص38): «اللهم ربنا ورب كل شيء أنا شهيد أن العباد
كلهم أخوة»، جاء هذا اللفظ ضمن دعاء عند أبي داود (1508) وأحمد (19293)، وفي
إسناده رجلان ضعيفان، ومع ضعف إسناده فالمتن منكر، ولشيخنا الشيخ عبدالعزيز بن باز
رحمه الله كلمة بعنوان: «لا أخوة بين المسلمين والكافرين ولا دين حق غير دين
الإسلام» انظر «مجموع فتاواه» (2/173).
6- جاء في «الحزب» أدعية فيها ألفاظ منكرة، منها (ص90): «هب
لي ما لا ينقصك، واغفر لي ما لا يضرك»، و(ص98): «هب لي ما يسرك، واغفر لي ما لا
يضرك»، و(ص106): «اللهم أني أشهد بما شهدتَ به على نفسك وشهَدت به ملائكتك
وأنبياؤك وألو العلم، ومن لم يشهد بما شهدتَ به فاكتب شهادتي مكان شهادته».
وبناء على ما تقدم من تنبيهات على حزب الشيخ علي القاري رحمه
الله أوصي بعدم الالتفات إليه، وأن يدعو المسلم بالأدعية الثابتة مثل ما جاء في كتاب
شيخنا الشيخ عبدالعزيز بن باز «تحفة الأخيار» وأوصي بالاستفادة من كتاب «حصن
المسلم» للشيخ سعيد بن وهف القحطاني.
وأسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع لتحصيل العلم النافع
والعمل به ولكل ما فيه سعادة الدنيا والآخرة، إنه سميع مجيب.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله
وصحبه.