تنبيه: يوجد في نهاية المجلد الثامن من المجموع ((الفوائد المنتقاة من فتح الباري وكتب أخرى)) إضافة فوائد جديدة لم تكن في المطبوع
شرح صحيح البخاري يوميا عدا الجمعة بعد صلاة المغرب بالمسجد النبوي

من أسوإ المفسدين في بلاد الحرمين تركي الحمد

4/4/1432هـ

الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ومن سلك سبيله واهتدى بهداه.

و بعد، فقد كتبت كلمة بعنوان: ((خطورة الإفساد في بلاد الحرمين بعد إصلاحها)) نشرت بالأمس، أشرت فيها إلى تسعة رهط زعموا تأسيس أول حزب سياسي في السعودية وأنهم الهيئة التأسيسية لهذا الحزب المزعوم، ونقلت جملاً من هذيانهم عن هذا الحزب، وأشرت أيضاً إلى رسالة موجهة إلى خادم الحرمين الشريفين حررها بعضهم وجمَّعوا عليها توقيعات كثيرة من رجال ونساء، وقد اتفقت هاتان الفئتان في الرغبة في إصلاحات في الدولة ومن الدولة تتناسب مع ما جاء من الغرب وتخالف ما جاءت به الشريعة الإسلامية، وبينت فساد هذا الاتجاه.

وبعد مضي ساعة من نشر هذه الكلمة اطلعت على مطالب لفئة ثالثة تحت عنوان: ((نداء من مثقفين سعوديين إلى القادة السياسية: إعلان وطني للإصلاح))، مما جاء فيه: ((إن الوضع الراهن مليء بالمحاذير وأسباب القلق ... الأمر الذي يُخشى أن يؤدي إلى نتائج كارثية على البلاد والعباد))، ((لهذا فإننا نتطلع إلى إعلان ملكي يؤكد بوضوح على التزام الدولة بالتحول إلى مَلَكية دستورية))، ((والتأكيد على مسؤولية الدولة في ضمان حقوق الإنسان، وكفالة حق التعبير السلمي عن الرأي، وتعزيز الحريات العامة، بما فيها الحق في تكوين الجمعيات السياسية والمهنية))، ((اعتماد الانتخاب العام والمباشر وسيلة لتشكيل المجالس البلدية ومجالس المناطق ومجلس الشورى، ومشاركة النساء في الترشيح والانتخاب))، ((والمطلوب اتخاذ الإجراءات القانونية والمؤسسية الكفيلة بتمكين النساء من نيل حقوقهن في التعلم والتملك والعمل والمشاركة في الشأن العام دون تمييز)).

وما جاء عن هذه الفئة الثالثة في ندائهم متفق مع ما جاء عن الفئتين قبلها، فقد تشابهت قلوبهم، وما أجبت به عن الفئتين الأوليين هو الجواب عن هذه الفئة الثالثة، وقد سلكت هذه الفئة مسلك الفئة الثانية التي حرر مطالبها بعضهم ثم جمَّعوا عليها توقيعات كثيرة من رجال ونساء، لكن هذه الفئة الثالثة في طليعة من وقّع على ندائها ـ وقد يكون هو الذي حرر مطالبها ـ رجل زنديق محارب لله ولدينه، وقد استكثر بتوقيعات أربعة من أولاده، وسبق أن كتبت عنه ثلاث كلمات: الأولى بعنوان: ((الحق أن المستحق للمحاكمة هو تركي الحمد .. وقد طلبت محاكمته قبل ثمان سنين)) نشرت في 20/9/1429هـ، والثانية بعنوان: ((كلمة أخرى حول زندقة تركي الحمد)) نشرت في 26/5/1430هـ، والثالثة بعنوان: ((كلمة ثالثة حول زندقة تركي الحمد)) نشرت في 24/6/1431هـ، وقد ذكرت فيها نماذج من كلماته القبيحة الواضحة في كفره وزندقته واستهزائه بالله وشرعه اشتمل عليها كتابه ((الكراديب))، وأعيد ذكرها هنا ليقف على منتهى قبحها وفظاعتها من لم يقف على الكلمات السابقة:

1ـ قوله (ص50): ((دع الله وشأنه)).

2ـ قوله (ص78): ((الانتحار نصر على الله، في الانتحار تفوت الفرصة على الله أن يختار لك مصيرك)).

3ـ قوله (ص120): ((إبداع الشيوعيين ليس مثله إبداع)).

4ـ قوله (ص137): ((فالله والشيطان واحد هنا وكلاهما وجهان لعملة واحدة)).

5ـ قوله (ص138): ((هناك جنة ونار معاً، الله وشيطان، نبي وفرعون، وكل في قدر يسبحون)).

6ـ قوله (ص187): ((فنحن لا ندري إلى أي عالم سنكون، وإلى أي حياة أو فناء سنؤول)).

7ـ قوله (ص274): ((وقد يكون ما يسير الدنيا هو القدر أو العبث أو الحتم أو الصيرورة لا ندري)).

وإذا كانت هذه حال من هو في طليعة أصحاب هذا النداء ـ وقد يكون من تحريره، وقد استكثر بتوقيعات أولاده ـ فإنه يصدق عليه وعلى الذين تابعوه بتوقيعاتهم قول الشاعر:

ومن جعل الغراب له دليلاً     يمر به على جيف الكلاب

ويصدق عليه وعلى الدولة قول الشاعر:

ومن يجعل المعروف في غير أهله     يلاقي ما لاقى مجير أم عامر

((وأم عامر)) هي: الضبع.

وكل من له عقل ودين ويطلع على كلماته القبيحة المشتملة على الاستهزاء بالله ودينه يمقته ويمتلئ قلبه بغضاً له.

وكل ما جاء عن الفئات الثلاث مخالفاً لما جاءت به الشريعة ـ مما زعموه إصلاحاً ـ لا يجوز الالتفات إليه ويجب إهماله، وأما المحافظة على المال العام ووضعه في مصارفه الشرعية وتيسير وصوله إلى كل من يستحقه شرعاً، وإيجاد فرص العمل للعاطلين، وكل ما فيه تحسين المعيشة فكل ذلك مطلوب.

ومن الخير لكل مسلم ناصح لنفسه في هذه البلاد الحرص على جمع الكلمة ونبذ الفرقة، والحذر من إثارة الفتن التي تعصف بالبلاد وتكدر صفو أهلها وتؤدي إلى عواقب وخيمة.

وأسأل الله عز وجل أن يحفظ بلاد الحرمين وأهلها من كل سوء، وأن يهيئ لهم من أمرهم رشداً، وأن يوفقهم حاكمين ومحكومين لما تحمد عاقبته في الدنيا والآخرة؛ إنه سميع مجيب.

 وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

عبد المحسن بن حمد العباد البدر