تنبيه: يوجد في نهاية المجلد الثامن من المجموع ((الفوائد المنتقاة من فتح الباري وكتب أخرى)) إضافة فوائد جديدة لم تكن في المطبوع
شرح صحيح البخاري يوميا عدا الجمعة بعد صلاة المغرب بالمسجد النبوي

رافضي جديد يشتم الصديق والفاروق ويسب الدولة السعودية

12/6/1430هـ

الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم وبارك على من لا نبي بعده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد، فقد كتبت قريباً كلمة بعنوان: ((كلمة أخرى حول زندقة تركي الحمد)) ونُشرت بتاريخ 26/5/1430هـ، وهو عدوَُ في أثواب صديق لبلاد الحرمين حكومة وشعباً كغيره من أمثاله من المستغربين المتبعين للشهوات الذين يريدون أن تميل هذه البلاد ميلاً عظيماً، وما حصل أخيراً في بلاد الحرمين من انفلات النساء وانحدارهن في الأخلاق من التبرج والسفور والاختلاط بالرجال هو من آثار مكرهم وكيدهم، وهو من الإفساد في الأرض بعد إصلاحها، ومن أمثلة عداوته قوله في عدامته (ص 23) على لسان من تخيله وسماه منصوراً وهو يخاطب من سماه هشاماً: ((ما رأيك في الحكومة يا هشام؟!)) ثم قال منصور: ((لا داعي للإجابة، أنا أجيب عنك: إنها حكومة فاسدة لا همّ لها إلا مصلحتها ونهب خيرات الشعب الذي لا حقوق له، إن الشعب مجرد عبيد أو رعايا على أفضل الأحوال ليس إلا!!))، إلى أن قال في هذيانه (ص 24): ((وصمت منصور بضع لحظات، ثم قال: أنا أدعوك للانضمام إلى تنظيم يسعى إلى مقاومة الظلم وإقامة العدل والحرية!!))، إلى أن قال منصور لهشام (ص 25): ((لستَ أول شخص أحادثه في هذا الأمر ولن تكون الأخير!!))، وهكذا كلٌّ ينفق مما عنده وكل إناء ينضح بما فيه، وواجب الحكومة الحذر من الأعداء ولاسيما الأشد عداوة، كهذا وأمثاله الذين قال الله عن أسلافهم: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ}، وجهاد المنافقين ببيان فسادهم وإفسادهم والتحذير منهم من أفضل الجهاد في سبيل الله في هذا الزمان.

والآن أكتب هذه الكلمة عن زنديق آخر هو رافضي يدعى ياسر الحبيب، وليس له من اسمه نصيب بل هو عاسر بغيض، فقد سمعت له تسجيلاً مشتملاً على كلام قبيح يذم به الدولة السعودية، قاله بحماس وانفعال وهو يتقدم مظاهرة أمام السفارة السعودية في بريطانيا ـ والعاصمة البريطانية لندن مستودع لكثير من الرويبضات وملتقى لمختلف العصابات ـ وذلك بمناسبة ما حصل من بعض الشيعة من فوضى عند البقيع في المدينة في أواخر شهر صفر من هذا العام (1430هـ) وقيام الدولة السعودية بمنع هذه الفوضى.

ومن مسؤوليات الدولة السعودية المحافظة على قبور البقيع والحيلولة دون أي غلو أو جفاء يحصل فيها، وعلى الزائرين التقيد بالتنظيم الذي تضعه الدولة لزيارة البقيع.

وليس ببعيد أن يكون ما جرى عند البقيع حصل بتدبير للتوصل به إلى افتعال هذه الضجة من هذا التائه وأمثاله للنيل من الدولة السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله حفظه الله بكلمات بذيئة قبيحة ساقطة هابطة لا تصدر إلا ممن لا قيمة لنفسه عنده فضلاً عن أن يكون لها قيمة عند غيره.

والدولة السعودية بتمسكها بالحق والهدى وثباتها على الأسس التي قامت عليها لا يضيرها بإذن الله جهل الجاهلين ونعيق الناعقين؛ كما قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} وقال: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ (41)}، وقال: {وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيط}، وقال صلى الله عليه وسلم في أول وصيته لابن عباس رضي الله عنهما: ((احفظ الله يحفظك)) رواه الترمذي (2516) وغيره وقال: ((هذا حديث حسن صحيح)).

ولم يكن ما جاء في كلام هذا التائه من بذاءة وقبح ووعيد وتهديد للدولة السعودية غريباً منه وهو الذي امتلأ قلبه حقداً وغيظاً على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولاسيما على خير هذه الأمة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فقد تفوَّه بسبهما ولعنهما والزعم بأنهما يعذبان في النار أشد من عذاب إبليس فيها، وفي مقابل ذلك غلا في الأئمة الاثني عشر عند الشيعة وفضلهم على الأنبياء والمرسلين، وقال: إن هذه عقيدة الشيعة وإن إبراهيم الخليل وغيره من الأنبياء سوى محمد صلى الله عليه وسلم دونهم في الفضل والمنزلة، وهذا الغلو منه في أئمتهم الاثني عشر والجفاء في أنبياء الله ورسله وصحابة نبيه صلى الله عليه وسلم جاء في كلمة له مسجلة ألقاها على جماعة منهم في الكويت، وقد كشفتُ عما فيها من قبح وخسة ووقاحة وأظهرت خزي هذا الرافضي وأبنتُ عن منتهى إجرامه ـ عليه من الله ما يستحق ـ في رسالة بعنوان: ((أغلوٌّ في بعض القرابة وجفاء في الأنبياء والصحابة؟!))، طبعت مفردة في عام 1425هـ، وطُبعت ضمن مجموع كتبي ورسائلي (7/9-31) في عام 1428هـ.

ومن محاسن أهل السنة أنهم يحبون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته جميعاً ويتولونهم ويذكرونهم بالجميل اللائق بهم، وأما الشيعة فهم يجفون في الأنبياء والصحابة وأكثر القرابة ويغلون في علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم وتسعة من أبناء الحسين، وهم الأئمة الاثنا عشر عندهم، وقد بيَّنتُ فضل أهل البيت عند أهل السنة برسالة مشتملة على عشرة فصول بعنوان: ((فضل أهل البيت وعلو مكانتهم عند أهل السنة والجماعة))، طُبعت مفردة عام 1422هـ، وضمن مجموع كتبي ورسائلي   (6/81-131) عام 1428هـ، وهذه الفصول هي:

1- من هم أهل البيت؟.

2- مجمل عقيدة أهل السنة والجماعة في أهل البيت.

3- فضائل أهل البيت في القرآن الكريم.

4- فضائل أهل البيت في السنة المطهرة.

5- علو مكانة أهل البيت عند الصحابة رضي الله عنهم وتابعيهم بإحسان.

6- ثناء بعض أهل العلم على جماعة من الصحابة رضي الله عنهم من أهل البيت.

7- ثناء بعض أهل العلم على جماعة من الصحابيات رضي الله عنهن من أهل البيت.

8- ثناء بعض أهل العلم على جماعة من التابعين وغيرهم من أهل البيت.

9- مقارنة بين عقيدة أهل السنة وعقيدة غيرهم في أهل البيت.

10- تحريم الانتساب بغير حق إلى أهل البيت.

وبهذا يتبين أن أهل السنة والجماعة يتولون الصحابة والقرابة، وأما الرافضة فيغلون ببعض القرابة ويجفون في الأنبياء والصحابة، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

عبد المحسن بن حمد العباد البدر