تنبيه: يوجد في نهاية المجلد الثامن من المجموع ((الفوائد المنتقاة من فتح الباري وكتب أخرى)) إضافة فوائد جديدة لم تكن في المطبوع
شرح صحيح البخاري يوميا عدا الجمعة بعد صلاة المغرب بالمسجد النبوي

من أهم أعمال الدولة السعودية عنايتها بعمارة المسجد الحرام والمسجد النبوي

08/11/1433هـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

وبعد؛ فإن عمارة المساجد من أفضل القربات، وقد وعد الله من بنى مسجداً أن يبني له بيتاً في الجنة جزاءً وفاقاً، وجزاؤه من جنس عمله؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة)) رواه البخاري (450) ومسلم (1185) عن عثمان رضي الله عنه، وهو من الصدقات الجارية التي يصل نفعها وثوابها لباني المسجد في حياته وبعد وفاته ما دام المسجد باقياً يصلى فيه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)) رواه مسلم (4223)، وإذا كانت العمارة لمساجد مقدسة فالأجر في ذلك أعظم، ومن أجلِّ حسنات الدولة السعودية حرسها الله وأبقاها محكمة لشرع الله عنايتها بعمارة المسجد الحرام والمسجد النبوي؛ فمنذ بدء ولاية الملك عبد العزيز رحمه الله على الحرمين حصل على يديه تأمين السبل المؤدية إلى مكة والمدينة وزال قطع الطريق الذي كان سائداً قبل ولايته، وفي عهد الملك سعود رحمه الله حصلت توسعات واسعة للمسجد الحرام والمسجد النبوي، وفي عهد الملك فيصل رحمه الله وُسع المطاف وأزيلت المباني التي حوله، وفي عهد الملك فهد رحمه الله حصلت توسعة واسعة للمسجد النبوي وتوسعة للمسجد الحرام، وفي هذا العهد عهد خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ووفقه لما فيه رضاه يجري الآن إنشاء توسعة كبيرة للمسجد الحرام، وفي يوم 8/11/1433هـ وصل حفظه الله إلى المدينة لإقرار توسعة واسعة للمسجد النبوي ووضع حجر الأساس لها تمتد جنوباً وغرباً، يمكن معها الاستفادة من الساحة الجنوبية للمسجد التي صرف في نزع ملكياتها مليارات الريالات وبقيت حتى الآن عشرين سنة تقريباً معطلة لا يستفاد منها منذ وجودها.

وأسأل الله عز وجل أن يتمم بخير وأن يجزل الأجر والمثوبة للملك عبد العزيز  وأبنائه الذين ولوا الأمر من بعده رحم الله الجميع على ما حصل منهم من إنجازات عظيمة وما يحصل الآن من إعمار لهذين المسجدين الشريفين، والحمد لله رب العالمين.


عبد المحسن بن حمد العباد البدر